عبد الجبار الرشيدي يترأس الدورة 2 للمجلس الوطني للحزب بحضور نزار بركة الأمين العام للحزب

طبقا لمقتضيات الفصلين 89 و94 من النظام الأساسي للحزب، كما صادق عليه المؤتمر العام الثامن عشر، انعقدت يومه السبت 17 ماي 2025 بقصر المؤتمرات الولجة بمدينة سلا، الدورة العادية الثانية للمجلس الوطني لحزب الاستقلال، والتي ترأس أشغالها الأخ عبد الجبار الرشيدي رئيس المجلس الوطني للحزب، بحضور الأخ نزار بركة الأمين العام للحزب إلى جانب الأخوات والإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية، فضلا عن المشاركة الوازنة للأخوات والإخوة أعضاء المجلس الوطني.
وتميزت أشغال هذه المحطة التنظيمية، بالعرض السياسي الهام للأخ نزار بركة الأمين العام للحزب، الذي استهله بالحديث عن خصوصية هذه الدورة من المجلس الوطني، والتي تعقد في سياق تحولات دولية ووطنية وحزبية كبرى، سواء من حيث الدينامية الإيجابية والتطورات الحاسمة التي تعرفها قضية وحدتنا الترابية، أو من حيث التحولات الكبرى على الساحة الدولية وانعكاساتها الوطنية، خاصة أوراش التنمية والإصلاح التي تسهر على تنفيذها الحكومة، طبقا للتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
ولفت الأخ الأمين العام إلى أن حزب الاستقلال يتطلع لأن تكون 2025 سنة الحسم في ملف الصحراء المغربية، بالنظر للزخم الدولي والتحول الذي يعرفه مسار الأقاليم الجنوبية لبلادنا، وهو مسار تراكمي يعكس بُعد نظر جلالة الملك محمد السادس أيده الله ورؤيته السديدة في مقاربة قضية موسومة بالقداسة لدى كل المغاربة. وقد جدد الأخ بركة تأكيده على تعبئة الحزب واستعداده الدائم للترافع على مغربية الصحراء.
وجدد الأخ نزار بركة شجب حزب الاستقلال وإدانته للمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني، مشيرا للدعم اللامشروط للحزب للقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن السبيل الوحيد والكفيل بضمان الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا في إطار حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تكون فيها غزة جزءا لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية المستقلة.
وتوقف الأخ الأمين العام عند التحولات الجيوسياسية وما يواكبها من تحولات على المستوى الوطني من حيث انخراط المملكة في إنجاز جيل جديد من المشاريع الاستراتيجية، في مقدمتها مشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي، إحداث إطار مؤسسي يحشد الدول الإفريقية الأطلسية الثلاثة والعشرين، فضلا عن المبادرة الأطلسية، والعمل على تجسيد توجه الدولة الاجتماعية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، مؤكدا أن حزب الاستقلال كان ولازال حاضرا في قلب هذه التحولات، برصيده التاريخي والفكري، ومرجعيته التعادلية الاقتصادية والاجتماعية، وقوته الاقتراحية الملهمة.
واستعرض الأخ نزار بركة جملة من المكاسب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي حققتها الحكومة في ظل التحديات التي فرضتها التحولات الدولية، والتي كان فيها لحزب الاستقلال بالغ الأثر في المساهمة في ترجمتها على أرض الواقع، ويتعلق الأمر بتحدي الإنصاف الاجتماعي، دعم القدرة الشرائية وتحسين الدخل، فضلا عن التشغيل وخلق فرص الشغل وتقليص الفوارق المجالية، وكذا تحدي الإجهاد المائي.
وشدد الأخ الأمين العام على رفضه للانخراط المبكر في أي سباق أو صراع يؤثر على العمل الحكومي من أجل الظفر بالمرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة، بالنظر لوقعه السلبي على مسار الإصلاح وما تبقى من تنزيل البرنامج الحكومي، وبالتالي التأثير سلبا على حقوق المواطنات والمواطنين، وعلى مصالح المملكة في إنجاح هذه المحطة الهامة، مشيرا لحرص الحزب على التماسك الحكومي خدمة للوطن والمواطن، وتنزيلا للإصلاحات المنشودة والتوجيهات الملكية.
وأشار الأخ نزار بركة إلى أن حزب الاستقلال على موعد مع دينامية تنظيمية مؤطرة بمخرجات المؤتمر العام الثامن عشر، هذه الدينامية تترجمها التعبئة المتواصلة لجهاز المفتشين، مشيرا إلى الهدف هو تجديد غالبية فروع الحزب بحلول شهر أكتوبر 2025، وإفراز نخب جديدة، لتمكين الحزب من القوة الدافعة لريادة المشهد السياسي الوطني، وليكون جاهزا في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.
ونوه الأخ الأمين العام بالعمل الجاد للأخت والإخوة وزراء الحزب، مشيدا بما حققوه من إنجازات، لتحقيق السيادة الصناعية للمملكة، وتطوير النقل المستدام وتحسين التنافسية اللوجيستيكية، فضلا عن العمل على إحقاق السيادة الوطنية في مجال أسطول النقل البحري، وتكريس تماسك الأسرة وحماية الطفولة وإنجاز بطاقة الإعاقة ورعاية المسنين، وكذا المضي قدما في جذب الاستثمارات وتطوير التجارة الخارجية.
وختم الأخ نزار بركة كلمته بالدعوة لرفع نسق التعبئة والثقة في قدرات الحزب لارتقاء بالعرض الاستقلالي التعادلي، في أفق تعزيز جاذبيته وتحقيق التحول الضروري للتموقع في صدارة المشهد السياسي مستقبلا والمساهمة في صنع مغرب التحولات.