افتتاح الدورة 16 لمنتدى ميدايز بطنجة
أكد رئيس معهد “أماديوس ”إبراهيم الفاسي الفهري أمس الأربعاء 27نونبر الجاري بطنجة أن السيادة والمرونة كلمتان سهلتا الإدراك ظاهريا لكنهما في الواقع تجسدان إرادة الشعوب في مواصلة التحكم في مصيرها والنهوض والمضي قدما رغم الرياح المعاكسة.وأبرز السيد الفاسي الفهري في كلمة خلال افتتاح الدورة 16 لمنتدى “ميدايز” الدولي أن السيادة ليست مسألة حدود فحسب بل هي قدرة كل أمة على أن تختار بنفسها تحالفاتها وتبني مستقبلها دون الاعتماد على إرادة الآخرين.وأضاف أن السيادة تشكل روح كل أمة تطالب باحترام خصوصياتها ومسارها الخاص بناء على تعريفها المتفرد بعيدا عن الأساليب المفروضة أو التعاليم المملاة،مشيرا إلى أن المرونة تعني الشجاعة للنهوض والتجدد والانبعاث في خضم الصعاب وإجمالا تحويل الأزمات إلى فرص.وفي هذا الصدد سجل السيد الفاسي الفهري أنه بفضل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تمكن المغرب من تحويل صحرائه إلى ركيزة استراتيجية ليس فقط على المستوى الدبلوماسي وإنما أيضا على صعيد التنمية الإقليمية والقارية المندمجة.وأكد أن الأقاليم الجنوبية أضحت قطبا في ذروة التحول بفضل رؤية ملكية طموحة ومتعددة الأبعاد لافتا إلى أن الاستثمارات المكثفة في البنيات التحتية مثل ميناء الداخلة الأطلسي والمناطق الحرة فضلا عن المشاريع الاجتماعية والثقافية تشكل برهانا ملموسا على دينامية مندمجة واستباقية موجهة نحو المستقبل.وتابع بأن الصحراء المغربية هي اليوم فضاء للمستقبل ليس للمغرب فحسب بل للقارة الإفريقية بأكملها مشيرا إلى أنها تعد بوابة بين إفريقيا وأوروبا وبين الساحل والمحيط الأطلسي ورافعة للتعاون جنوب-جنوب،تجسد الرؤية الملكية لقارة إفريقية مندمجة وذات سيادة.وسجل أنه “انطلاقا من هذه الروح يواصل المغرب فرض نفسه كفاعل مركزي في الرهانات الإفريقية والأطلسية، فضلا عن المساهمة في توطيد السلم والتنمية الجهوية”.وفي معرض حديثه عن “ميدايز”،قال السيد الفاسي الفهري إن المنتدى هو أكثر من مجرد اجتماع سنوي، فهو بوتقة أفكار،ومركز طموح يضع الجنوب في صلب القرارات العالمية،معربا عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على دعمه القيم منذ بدايات هذا المنتدى.وأبرز أنه بفضل الرعاية الملكية السامية الموصولة،يظل منتدى “ميدايز” معقلا للتفكير والمبادرة،وصوت الجنوب الذي يخاطب العالم بكل ثقة وطموح.وتجمع هذه الدورة،المنعقدة ما بين 27 و30 نونبر الجاري،أزيد من 250 مشاركا رفيع المستوى،من بينهم رؤساء دول وحكومات وصناع القرار السياسي،وحائزون على جائزة نوبل،ورؤساء شركات دولية كبرى وشخصيات مؤثرة،أمام جمهور يفوق 6 آلاف مشارك من أكثر من مائة بلد.وقد ألقى السيد عمر مورو،رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة،بهذه المناسبة،كلمة أكد فيها على أن السيادة يجب أن تفهم في إطار الاستقلالية والتَّرَابُطَات الاقتصادية والتقنية والسياسية الإقليمية والعالمية،المَبْنِيَّة على الاحترام المتبادل، للوحدة الترابية، والهويات، والمعتقدات،واللغات،والثقافات،وغير ذلك.ما اشار إلى أن الأزمات البيئية والاقتصادية والصحية،التي مررت بها بلادنا،علمتنا كَيْف نُحَوِّل الأزمات،الى تَحدي نَخْلِق من خلالها فُرَص جديدة للأجيال اللاحقة،حيث أنه من وباء كوفيد،خُلِقَت الدولة الاجتماعية،ومن التغيرات المناخية انبعثت السياسة المائية والسياسات البيئية.ومن جانب آخر قال عمدة طنجة منير ليموري،أن اختيار مدينة طنجة لاحتضان الدورة السادسة عشرة لمنتدى “ميدايز” الدولي ليس مجرد اختيار عرضي،بل هو اختيار مدروس ومؤسس على مكانة مدينة طنجة كبوابة للتلاقي،والانفتاح بين مختلف الثقافات والحضارات.وأوضح أن المنتدى يمثل فرصة لتبادل الآراء وصياغة الحلول للتحديات المتزايدة في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والبيئية التي يمر بها العالم،مشيرًا إلى أهمية التركيز على بناء سياسات تعزز الصمود وتدعم التكامل الإقليمي والدولي.