الأخطاء الكبرى .. لناصر الزفزافي ورفاقه



عبد القادر زعري

الوضع الذي وصل إلية ناصر الزفزافي كان منتظرا. بالنظر إلى التنبيهات التي كنت أشرت إليها في فيديوات سابقة عن أخطاء المعارضين. وكنت تعرضت لقضية الزفزافي أثناء مروره بإضراب عن الطعام.قبل كل شيء عبارة “العدو” التي وصف بها الزفزافي الدولة، وصف غير جائز. هناك فرق بين الخصم والعدو. الخصم طرف تتدافع معه بالوسائل السلمية طبعا. لكن العدو طرف تستهدف إما القضاء عليه أو هو يستهدف القضاء عليك، وأرجو ألا يكون لهذا وصف مزيد من الانعكاسات السلبية على وضعية لا الزفزافي ولا من معه.

تدوينة قائد الحراك تلخص بعض الأخطاء، وأخطاء أخرى نجملها في ما يلي :

أولا: قيادة الاحتجاجات لا تكون في يد من هو داخل السجن. هذا أكبر خطأ. لأن السجين، أي سجين، لا يكون في هيئة عادية تؤهله لاتخاد القرارات، بحكم القوانين الداخلية للسجون، التي لا تمنحه تصورا حقيقيا عن الواقع بالخارج. هاته الحالة الغريبة نزعت المبادرة، من أيدي كل القوى التي كانت ترغب في تحقيق أي نوع من أنواع المصالحة.

ثانيا: الزعماء المعارضون، عادة ما يسقطون في فخ الاغترار عند توصلهم بإشارة تبدو إيجابية، مثلا الزفزافي وخلال حديث رواه عنه أبوه، شكر الأطباء ومدير سجن فاس حينما كانوا يشرفون على علاجه من آثار الإضراب عن الطعام.



مدير السجن ومدير المستشفى، قالا له، يمكن للزفزافي ورفاقه، ولأي مواطن أن يلج الانتخابات ويتحمل مسؤولية التسيير ويترجم كل رغباته في الإصلاح. هاته الدردشه التي يمكن لأتم تداولها وتدويلها على أن “النظام المغربي، يعرض قادة الحراك المناصب والإغراءات مقابل التراجع ..”. وبذلك سقط هؤلاء الشباب ضحية وهم الشعور بالنصر والتفوق على الدولة.

ثالثا: كما هي العادة تم تهميش دور المحامين في القضية. فالمحامي مهمته الأساسية أولا الدفاع لتبرئة المتهمين، وثانيا  إنقاذ المتهمين المهددين بالعقوبة بأقل الأضرار، والمحامون يعلمون جيدا أن بدايات كل تخفيف عن المحكومين تكون عادة بالمرور عبر طريق الضحايا أو المشتكين أولا، مع التفاعل مع الهيئات القضائية بدون تعالي، مرورا بترك إدارة وموظفي السجن على الحياد، وصولا إلى الحلول السياسية والتماس سبل المصالحة.

رابعا: صورة أسد الريف عبد الكريم الخطابي، التي حاول زعماء الحراك بالتماهي معها، تم استخدامها جيدا للتحفيز والتعبئة، وكان يمكن استغلالها أيضا للخروج من المحنة، مع الحفاظ على نفس الرغبة في احتلال موقع من “المجد”.

أسد الريف رفع الراية البيضاء بكل شجاعة أمام القوتين العسكريتين الفرنسية والاسبانية، وبقي في منزلته العالية في ذاكرة المغاربة. وكان يمكن استلهام الدرس، لا من طرف الزفزافي وحدة، ولا من طرف والده.

طنجةبريسhttps://tangerpress.com/news-24776.html

 

 






شاهد أيضا


تعليقات الزوار