معيقات وحلول التدبير الإداري في ظل خدمة المواطن. 



ياسين_المرابط

يتجدد الحديث عن التدبير الإداري وخدمة المواطن، وتحسين مردودية الموظف داخل المؤسسات الإدارية بمختلف أصنافها كانت مؤسسات حكومية أو غير حكومية، قد تكون مؤسسات تعليمية، صحية، أمنية، قضائية، إدارة ترابية أوقد تكون إدارة شبه عمومية أو مؤسسة خاصة. كلما دخلتَ إلى إحدى الإدارات قد تجد المواطن يُقاضي الموظف الصغير المغلوب على أمره الذي غالبا ما يكون في الواجهة ينفذ التعليمات التي قد وضعها له مسبقا المسؤولين في أعلى السلم الإداري، في كثير من الأحيان نجد المواطن متذمر أو مستاء، يشتكي من تعقيد التدبير والتسيير الإدراي، و أحيانا ستجد من المواطنين من يدرك وضعية الإدارة وأساليب العمل التي تنهجهها ما يجعله أن يتفهم واقع التدبير الإداري.لذلك سنحاول الحديث عن معيقات وحلول التدبير الإداري في ظل خدمة المواطن.
يتكرر النقاش حول التعقيدات التي تشوب الإجراءات الإدارية وسوء التعامل من طرف الموظفين، أحيانا تجد المواطن يوجِّه أصبع الإتهام إلى الموظف الصغير الذي يوجد في الواجهة، علما أن هذا الموظف أو المستخدم يعمل فقط على تطبيق التعليمات والإجراءات الإدارية التي وضعها المسؤولين في إطار المؤسسة التي يعمل لها أو يعمل على تطبيق المسطرة القانونية التي وضعت مسبقا.
لعل ما يعيق التدبير الإداري، غياب إشراك الموظفين والمستخدمين الصغار في صياغة القرار أو الإجراءات المتبعة في تدبير المرفق الإداري، هذا إذا كنا نعمل حقا على رفع شعار الحكامة الجيدة ونهج سياسة القرب في خدمة المواطن.إن الموظف الصغير الذي يتواصل مع المواطن بشكل مباشر سنجد عنده إلمام ومعرفة باحتياجات المواطنين، لذلك استثمار رأي هذا الموظف الصغير في اتخاذ القرار لن ينقص من رتبة المسؤول في أعلى السلم الإداري، بل هذا ما سيساهم في تخليق الإدارة إذا كنا نعتمد حقا على جميع الفئات في صياغة القرار الإداري الذي سيتم ترجمته إلى فعل في الواقع حيث سينعكس هذا القرار عمليا على المواطن وعلى الإدارة برمتها بالإيجاب أو السلب.أو يمكن القول يجب دَمَقْرطة القرار الإداري وذلك بإشراك جميع الموظفين في اتخاذ قرار ديمقراطي يخدم المصلحة العامة.تخليق الإدارة والعمل على تكريس جودة الخدمات بصفة عامة أو خاصة، ينطلق أولا من الموظف الصغير في أسفل السلم الإداري، من خلال اعتماد التكوين المستمر بحيث يشمل المجال الذي يعمل فيه هذا الموظف سواء كانت إدارة عمومية أو شبه عمومية أو إدارة خاصة، وما يزيد من مردودية الإدارة الإعتماد على أشخاص ذوي الكفاءة في مجالاتهم و التحلي بروح المسؤولية والإنظباط أخلاقيا وعمليا.إن تحسين مردودية الإدارة يستدعي منا مراجعة علاقة المسؤولين بالموظفين الصغار، في الغالب ما نجد فجوة أو الهوة بين المسؤول في أعلى السلم الإداري والموظف في أسفل السلم الإداري، هنا نجد علاقة شبيهة بالسيد وعبده، ولا وجود لعلاقة صداقة بين الرئيس والموظف، فوجود الطبقية الإدارية في التدبير الإداري لها تأثير سلبي على مردودية الموظفين، لذلك يجب مراجعة هذه العلاقة الجامدة التي تحفظ حق الردع للمسؤول أو ما يعرف في مجلس الأمن الدولي بالفيتو، جمود العلاقة بين المسؤول والموظف يمنح حق الفيتو للمسؤول!
قانونياً فحقّ الفيتو هو عبارة عن سُلطة مُنحت للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وقد أعطتها هذه السلطة حرّيّة إبطال أي قرار لا يصبّ في مصلحتها، لهذا تجد بعض المسؤولين يعملون على إبطال أي قرار لا يصب في مصلحتهم في ظل وجود عقود التدبير المفوض أو التعاقد كما هو ساري به العمل في منظومة التعليم، هذه العقود سالبة لحقوق وحريات الموظف أو المستخدم.إذا كنا نرغب حقا في تطوير المنظومة الإدارية فيجب إسقاط هذه العقود التي تعد من أسباب إعاقة التنمية الإدارية.تعتبر التكنولوجيا الحديثة من أهم التقنيات في العصر الحديث لمواكبة تحديث الإدارة وتيْسير خدمة المواطن.
في ظل وجود وسائل التكنولوجيا الحديثة يمكننا تجاوز مجموعة من العقبات التي تشوب المنظومة الإدارية، نستطيع تجاوز افراغ قاعات الإنتظار من الإكتظاظ المعتاد وبفضل هذه التقنيات الحديثة يمككنا تجنب الطوابير عند مداخل الإدارات كانت عمومية أو شبه عمومية.وإذا كانت التكنولوجيا الحديثة من أهم الوسائل لتحديث المنظومة الإدارية،إننا نتوفر على ثروة غنية، أتحدث عن الرأسمال البشري، لدينا ما يكفي من الطاقات والأطر في مجالات متعددة، لذلك يعد العنصر البشري المحرك الأساسي للعملية الإدارية، لذلك الرأسمال البشري يعد ثروة حقيقية يمكن استثمارها في ظل التدبير الإداري للمؤسسات كانت حكومية أو غير حكومية.إن الدولة المغربية بمؤسساتها تعمل على تكريس مفهوم الحكامة الجيدة لخدمة المواطن، لذلك يجب علينا تكريس الجهود للنهوض بالإدارة لضمان حقوق وحريات الموظف والمواطن والإنفتاح على المجتمع المدني لتحقيق الهدف المنشود الإدارة في خدمة المواطن.



ياسين_المرابط
طنجة في 30/01/2021

طنجةبريسhttps://tangerpress.com/news-22826.html






شاهد أيضا


تعليقات الزوار