تسول الأطفال بكثرة في طنجة صيفا ،ظاهرة دخيلة تحتم التصدي الناجع

بقلم عبد العزيز حيون
قبل بضعة أيام وأنا أعبر أحد شوارع ساحة المدينة بوسط طنجة ،شدني مشهد مثير بطله “رجل” في الأربعينيات من العمر يوزع كميات من مناديل الأنف الورقية على أطفال تتراوح أعمارهم ،حسب تقديري ، ما بين 7 و14 سنة ،قبل أن يشد كل واحد منهم وجهته الخاصة عبر الشوارع المتفرقة عن الساحة الشهيرة ،كما غادر “الرجل” المكان على عجلة.
وإذا كان بطل المشهد “الرجل” الأربعيني يرتدي لبسة صيفية أنيقة ،فقد ارتأى مخرج المسرحية أن يكون لباس الأطفال المعنيين بسيطا جدا ربما ليثيروا عطف وشفقة أصحاب القلوب الرحيمة في مدينة يعرف أهلها وسكانها عامة بكثرة التصدق وبزوارها الأجانب الكثيفي العدد .
هذا المشهد البئيس لم يقتصر على يوم واحد،فبعد يومين من الحدث الأول من الفصل الأول ،وأنا أمر من نفس المكان وفي نفس الزمان تكرر أمامي مشهد مماثل ،و” الرجل ” نفسه يوزع مناديل الأنف الورقية في أكياس بلاستيكية سوداء على أطفال ،لا أدري في الحقيقة إن كانوا نفس أطفال اليوم السابق أم لا ، قبل أن يشدوا رحالهم الى الوجهات الستة المتفرعة عن ساحة المدينة (شارع المقاومة،شارع ابن تومرت غربا وشرقا ،شارع ولي العهد صعودا وهبوطا ،شارع جبل طارق).
الفرق بين المشهد الأول والمشهد الثاني ،هو أني في المرة الثانية اقتربت أكثر من موقع توزيع المهام لعلي أستقصي معلومات مفيدة ودقيقة وأجمع معطيات أكثر ،أو لعلي أتحدث مع “مستغل الأطفال ” إن استعطت إليه سبيلا ، إلا أن عملية التوزيع تمت بسرعة خاطفة قبل أن أقترب أكثر من موقع الحدث ،وغادر الأطفال المكان نحو الشوارع المتفرعة عن الساحة وهم يحملون الأكياس السوداء ولا يلوون على شيئ ودون الالتفات لما حولهم.
في اليوم التالي صممت العزم أن أحشر نفسي في الموضوع ،فمررت من الساحة في نفس الزمان ونفس المكان إلا أن ظني خاب ولم يتكرر المشهد المعتاد ولم يحضر لا موزع المهام ولا الأطفال/الكومبارس، ربما غير “الرجل” الخطة والمهام والوجهة و العملية بكاملها وعدل الاستراتيجية ،أو ربما كان “الرجل ” في يوم عطلة وفضل الاستمتاع بشاطئ طنجة الفسيح قبل استئناف عمله المتعب الذي يستغل أطفالا من المفترض أن يكون قدرهم أجمل وأطيب وأزكى.
أنا متأكد أن هذا المشهد قد نشاهده في غالبية المدن الكبيرة على الأقل التي فيها “رواج الصدقة” و”القلوب الرحيمة ” من ساكنة وزوار، وفي اعتقادي اللوم ليس على المؤسسات الرسمية ولا على المجتمع رغم أن المسؤولية الاعتبارية والاخلاقية يتحملها الجميع ،اللوم بالخصوص على من تسول له نفسه استغلال الأطفال في أمور دنيئة ،من أجل كسب المال “الحرام” ،كما أن اللوم على من يلد أطفالا بأعداد كبيرة ولا يربيهم ولا يرعاهم ويعتبرهم مجرد “رأسمال” و”حساب جاري”،هؤلاء في اعتقادي من يجب محاكمتهم وإنزال أشد العقوبات عليهم،لأنهم لا يفسدون جزء من المجتمع فقط بل يفسدون أجيالا قادمة بكاملها تعتبر التسول،الحرفة البشعة،طريقة لكسب المال ليس إلا .
في الحقيقة تعددت وسائل وأساليب التسول الملتوية،وانتقل التسول من التسول الفردي الى التسول العائلي ،وتغيرت طرق تحصيل المال بين التسول اللفظي وتسول عرض المنتوج ،من مناديل الأنف الورقية والحلويات وأقلام وحمالات المفاتيح وأشياء أخرى لا حصر لها يبتدعها “المتسول المهني”، الذي تعقبه (العرض) غالبا كلمة “تعاون معايا” ،لكن التسول الذي يكثر في فترات زمنية معينة ويفتر في أخرى،يجب أن يقطع دابره من الجذر وإبادته بشكل كامل ،لأن هذا “النشاط التجاري غير خاضع للضريبة ولا للمراقبة المهنية” سيفرز ،إن لم يكن قد أفرز ،جيلا كسولا وحربائيا لا يهمه إلا جمع الأموال بدون وازع ورادع أخلاقي ولا يشعر بالتأنيب على أفعاله .
وهذه الظاهرة القبيحة لا تُسيء فقط إلى سمعة المجتمع، وتُعكر صفوه وتُشوه صورته،بل إنها سلوك كان غريبا عن مجتمعنا ويحاربه وينهى عنه الدين الإسلامي الحنيف ،والذي قال بشأنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم : “مَن سأل الناس أموالهم تَكَثُّرًا فإنما يسأل جمرًا، فليستقلَّ أو ليستَكثِر” .
ولم يكن الفقر أبدا عيبا ،فالعيب كل العيب أن تسلب الناس أموالهم بكل الطرق الملتوية والإجرامية ،كما أن الفقر يجب ، في اعتقادي ، أن يكون حافزا للعمل الجاد والنظيف والاجتهاد لتحقيق الارتقاء الاجتماعي ،والله يبارك في كل لقمة عيش حلال .
وإذا كان بطل المشهد “الرجل” الأربعيني يرتدي لبسة صيفية أنيقة ،فقد ارتأى مخرج المسرحية أن يكون لباس الأطفال المعنيين بسيطا جدا ربما ليثيروا عطف وشفقة أصحاب القلوب الرحيمة في مدينة يعرف أهلها وسكانها عامة بكثرة التصدق وبزوارها الأجانب الكثيفي العدد .
هذا المشهد البئيس لم يقتصر على يوم واحد،فبعد يومين من الحدث الأول من الفصل الأول ،وأنا أمر من نفس المكان وفي نفس الزمان تكرر أمامي مشهد مماثل ،و” الرجل ” نفسه يوزع مناديل الأنف الورقية في أكياس بلاستيكية سوداء على أطفال ،لا أدري في الحقيقة إن كانوا نفس أطفال اليوم السابق أم لا ، قبل أن يشدوا رحالهم الى الوجهات الستة المتفرعة عن ساحة المدينة (شارع المقاومة،شارع ابن تومرت غربا وشرقا ،شارع ولي العهد صعودا وهبوطا ،شارع جبل طارق).
الفرق بين المشهد الأول والمشهد الثاني ،هو أني في المرة الثانية اقتربت أكثر من موقع توزيع المهام لعلي أستقصي معلومات مفيدة ودقيقة وأجمع معطيات أكثر ،أو لعلي أتحدث مع “مستغل الأطفال ” إن استعطت إليه سبيلا ، إلا أن عملية التوزيع تمت بسرعة خاطفة قبل أن أقترب أكثر من موقع الحدث ،وغادر الأطفال المكان نحو الشوارع المتفرعة عن الساحة وهم يحملون الأكياس السوداء ولا يلوون على شيئ ودون الالتفات لما حولهم.
في اليوم التالي صممت العزم أن أحشر نفسي في الموضوع ،فمررت من الساحة في نفس الزمان ونفس المكان إلا أن ظني خاب ولم يتكرر المشهد المعتاد ولم يحضر لا موزع المهام ولا الأطفال/الكومبارس، ربما غير “الرجل” الخطة والمهام والوجهة و العملية بكاملها وعدل الاستراتيجية ،أو ربما كان “الرجل ” في يوم عطلة وفضل الاستمتاع بشاطئ طنجة الفسيح قبل استئناف عمله المتعب الذي يستغل أطفالا من المفترض أن يكون قدرهم أجمل وأطيب وأزكى.
أنا متأكد أن هذا المشهد قد نشاهده في غالبية المدن الكبيرة على الأقل التي فيها “رواج الصدقة” و”القلوب الرحيمة ” من ساكنة وزوار، وفي اعتقادي اللوم ليس على المؤسسات الرسمية ولا على المجتمع رغم أن المسؤولية الاعتبارية والاخلاقية يتحملها الجميع ،اللوم بالخصوص على من تسول له نفسه استغلال الأطفال في أمور دنيئة ،من أجل كسب المال “الحرام” ،كما أن اللوم على من يلد أطفالا بأعداد كبيرة ولا يربيهم ولا يرعاهم ويعتبرهم مجرد “رأسمال” و”حساب جاري”،هؤلاء في اعتقادي من يجب محاكمتهم وإنزال أشد العقوبات عليهم،لأنهم لا يفسدون جزء من المجتمع فقط بل يفسدون أجيالا قادمة بكاملها تعتبر التسول،الحرفة البشعة،طريقة لكسب المال ليس إلا .
في الحقيقة تعددت وسائل وأساليب التسول الملتوية،وانتقل التسول من التسول الفردي الى التسول العائلي ،وتغيرت طرق تحصيل المال بين التسول اللفظي وتسول عرض المنتوج ،من مناديل الأنف الورقية والحلويات وأقلام وحمالات المفاتيح وأشياء أخرى لا حصر لها يبتدعها “المتسول المهني”، الذي تعقبه (العرض) غالبا كلمة “تعاون معايا” ،لكن التسول الذي يكثر في فترات زمنية معينة ويفتر في أخرى،يجب أن يقطع دابره من الجذر وإبادته بشكل كامل ،لأن هذا “النشاط التجاري غير خاضع للضريبة ولا للمراقبة المهنية” سيفرز ،إن لم يكن قد أفرز ،جيلا كسولا وحربائيا لا يهمه إلا جمع الأموال بدون وازع ورادع أخلاقي ولا يشعر بالتأنيب على أفعاله .
وهذه الظاهرة القبيحة لا تُسيء فقط إلى سمعة المجتمع، وتُعكر صفوه وتُشوه صورته،بل إنها سلوك كان غريبا عن مجتمعنا ويحاربه وينهى عنه الدين الإسلامي الحنيف ،والذي قال بشأنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم : “مَن سأل الناس أموالهم تَكَثُّرًا فإنما يسأل جمرًا، فليستقلَّ أو ليستَكثِر” .
ولم يكن الفقر أبدا عيبا ،فالعيب كل العيب أن تسلب الناس أموالهم بكل الطرق الملتوية والإجرامية ،كما أن الفقر يجب ، في اعتقادي ، أن يكون حافزا للعمل الجاد والنظيف والاجتهاد لتحقيق الارتقاء الاجتماعي ،والله يبارك في كل لقمة عيش حلال .