قلوب مطلوبة للعدالة رواية تناولت أبعاد المقاومة للإستعمار والألم والأمل للكاتبة المغربية نزهة مبروك

رواية السيدة نزهة مبروك كاتبة وباحثة في علم النفس الاجتماعي مغربيةتنحدر من مدينة وجدة،تقيم في مدينة لندن.قصة غير عادية عن كفاح المغرب من أجل الاستقلال ضد القوى الاستعمارية الفرنسية،إذ تعتبر قصة متجذرة بقوة في التجربة الإنسانية من خلال احتواء الفتى إبراهيم لزهرة في إطار زواج مبرمج وفق العادة والعرف،لينجح في توفر المحبة والود بينهما.تعتبر علاقة إبراهيم وزهرة نموذجا فعالا في تركيز دعائم القيم رغم التوترات التي عرفها المجتمع المغربي إبان تلك الفترة من التاريخ الحديث،حيث فصول الرواية تطرقت إلى سرد دقيق للتفاصيل يصف تعقيد المواقف باهتمام بالغ مع مراعاة الخلفية النفسية لأبطال الرواية ومدى انفعالاتها مع الاحداث من حولهم.نتعرف على مجموعة رائعة من الشخصيات المكونة للنسيج الاجتماعي المغربي من خلال نظام الأسرة آنذاك والمتمحور في نقل شفاف لتعامل الناس بينهم؛كزوجات وجيران وقبيلة، ومن المخططات وجواسيس الحكومة والنقلة من الحياة البسيطة في الارياف الى نمو الحس الوطني والجبلية الانسانية الرامية الى الدفاع عن الحق والكرامة،كل ذلك تم التعامل معه بمهارة أدبية وفنية عالية.إنها رواية رائعة،وهي كتاب عن الحب والعلاقات بقدر ما هي كتاب عن اللحظات التاريخية العظيمة في تطور المجتمع.قراءة موصى بها للغاية.رواية رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى،الأحداث مشوقة لدرجة تجعلك تقرأ الكتاب سريعًا حتى تعرف ما سيحدث بعد ذلك.استخدام الكلمات الوصفية الرائعة يجعلك تشعر وكأنك ترى الشخصيات وتشعر بأجواء الحر والبرد والفرح والحزن.وفي رأيي أن الرواية على مستوى روايات أشهر الكُتاب مثل نجيب محفوظ وغيره، إنها رواية مثيرة.تحكي ما عرف العالم خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشري حيث تطور الحركات الاستعمارية الدافعة إلى البحث عن مواد جديدة وأسواق خارج حدودها لتصدير الإنتاج الفائق،وكذلك لضرورات اجتماعية متمثلة في الفائق البشري ومشاكله من بطالة وفقر وتصديره نحو المستعمرات.وقد تم تفسير السياسة الإمبريالية بكونها حاملة الحضارة والتنوير ومبادئ الحرية والعدالة،لكن وضع المستعمرات كشف عن الوجه القبيح للاستعمار الرامي إلى طمس الحضارة والهوية،واستغلال البشر والحجر والثروات.في ظل هذا الوضع،لم يكن أمام المغاربة إلا التوجه إلى الكفاح الوطني المسلح،حيث تجسدت روح الوحدة الوطنية،إذ شارك متطوعون من تخوم الصحراء ومختلف قبائل المغرب في والأرياف.إبراهيم أحد القاومين الغارية،في عينيه طيوف نمرد تصوغ الطريق نحو هدفها بقوة ويقين لتحرير الأرض والإنسان قرر أن يسلك طريق رفاقه على بحر من الآلام وتحت أفق مشتعل بالنار،كانت رحلته طويلة ولا يعرف متى وكيف ستنتهي. غادر ضيعته فجر يوم وحيدا؛يقتفي آثار الحرية حاملا داخل صدره حبا عظيما لبلده ولكينونته.كانت زهرة زوجته قد أدركت تماما بعد زمن أنها رفيقته في الكفاح والقاومة على اختلاف أوجهها،حيث خاضت غمار حياة اجتماعية صعبة في غيابه الطويل،بعد زمن أصبحت الزوجة الصبية أما لتتضاعف مسؤولياتها؛وحيدة تحارب الظروف من أجل حياة كريمة لأطفالها في وطن مسلوب الحرية،إنهما أحد النماذج المغربية النابض قلبها بحب الهوية والوطن،ممن وقفوا جبارين وجه الاستعمار والظلم والطغيان.ولإن التاريخ جزء من الهوية، فالرواية تحمل في مضمونها أسمى معاني الانتماء والهوية والإخلاص.

طنجةبريسhttps://tangerpress.com/news-53109.html




شاهد أيضا
تعليقات الزوار