د/ محمد يحيا: تصريحات الوالي يونس التازي دعوة واضحة لإنهاء الفوضى العمرانية أثارت تساؤلات حول مدى فاعلية المنتخبين

أثارت تصريحات والي جهة طنجة تطوان الحسيمة يونس التازي،في دورة مجلس الجهة،جدلاً كبيراً بعد انتقاده لأداء المنتخبين المحليين،حيث أشار إلى انشغالهم بالصراعات السياسية على حساب مصلحة المواطنين.وفي سياق حديثه، وصف يونس التازي التجزيء السري الذي تعاني منه المدينة بأنه من “أخطاء الماضي”،محذراً من مغبة الوقوع في فخ “دغدغة عواطف الناس بأمور لا يمكن تحقيقها”، مشدداً على ضرورة التعامل بجدية مع التحديات التي تواجه المدينة، بما في ذلك الإحداثات العمرانية غير القانونية.التازي دعا المنتخبين إلى التحلي بالصراحة والشجاعة في مواجهة المشكلات التي تعاني منها المدينة،مستغرباً من إمكانية تشجيع التجزيء السري،الذي وصفه بأنه مُحدث بطريقة غير قانونية. وفي ملاحظته القوية،أكد أن “الناس الذين اشتغلوا معي في مناصب أخرى يعرفونني” في إشارة إلى استعداده لمواجهة الضغوطات والانتقادات التي قد يتعرض لها من قبل لوبيات التجزيء السري.هذه التصريحات أثارت تساؤلات حول مدى فاعلية المنتخبين في معالجة قضايا المدينة،خصوصاً في ظل التحديات العمرانية الكبيرة التي تواجهها.من جهته،اعتبر محمد يحيا،أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد المالك السعدي،أن ما أشار إليه الوالي يونس التازي يتماشى مع التحديات الراهنة التي تعيشها طنجة،التي تعد واحدة من أكثر المدن ازدحاماً في المغرب.وأوضح أن غياب قوانين التعمير وتواطؤ بعض رجال السلطة ساهم في تفشي البناء العشوائي،مما أضعف قدرة السلطات على إدارة الملفات المتعلقة بالتعمير.كما رأى في تصريحات الوالي دعوة واضحة لإنهاء الفوضى العمرانية، مبرزاً أهمية الحفاظ على صورة المدينة كواجهة سياحية واقتصادية.في ظل هذا الوضع، يبقى السؤال:

هل ستمثل هذه الانتقادات بداية نهاية الفوضى العمرانية في المدينة؟

انتقادات الوالي: تحذير أم إنذار؟

أثناء الجلسة، حذر التازي المنتخبين من “الوقوع في فخ دغدغة عواطف الناس بأمور نعرف أنها لا يمكن أن تتحقق،” مشيراً إلى ضرورة التحلي بالصراحة والشجاعة في مواجهة هذه القضايا بوضوح أمام المواطنين.

وقد بدا أن انتقادات الوالي تحمل في طياتها رسالة إلى من يقفون خلف التجزئة السرية، حيث قال: “لن يتحكم أحد في طريقة اشتغالنا، وإذا كانت طريقة اشتغال آخرين تناسبهم فليذهبوا للعمل معهم.”

الفوضى العمرانية: واقع معقد

تشهد مدينة طنجة مشكلة مستفحلة تتمثل في التجزئة السرية، التي أضرت بالنسيج العمراني. يرى محمد يحيا، أستاذ العلوم السياسية، أن غياب قوانين التعمير والتواطؤ بين بعض رجال السلطة هي عوامل ساهمت في هذه الفوضى.

فكيف يمكن تجاوز هذا التحدي الكبير الذي يواجه المدينة؟

تأثير التجزئة السرية على النسيج العمراني.

يمثل التجزئة السرية تحدياً كبيراً للمدينة، إذ أن هذا النمط من البناء يخلق فوضى عمرانية غير منظمة، وهو ما أكده محمد يحيا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد المالك السعدي. إذ يقول: “التجزئة السري والبناء العشوائي كانا دائماً موجودين في مدينة طنجة، وخلقا إشكاليات.”

فهل سيؤدي الاعتراف الرسمي بالمشكلة إلى إيجاد حلول فعّالة؟

تحديات تنفيذ القوانين

يشير يحيا أيضاً إلى أن “غياب قوانين التعمير وتواطؤ رجال السلطة” أسهما في توسيع الفوضى العمرانية.

ولكن، إذا كان الوالي الجديد غير مسؤول عن الوضع الحالي، فكيف يمكنه حل هذه المسألة المعقدة دون تفعيل قوانين صارمة؟

خيارات المواطن بين الفوضى والنظام

أوضح عزيز جناتي، الناشط الحقوقي ورئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، أن التصريحات التي أدلى بها الوالي تأتي في وقت تشهد فيه المدينة توترات بين مكوناتها.

هل يعني ذلك أن الوقت قد حان لوضع مصلحة المواطن في المقدمة، بعيدًا عن الصراعات السياسية؟

هل سيتمكن الوالي من مواجهة لوبيات التجزئة؟

تصريحات الوالي تعكس قلقاً مشروعاً، ولكنها تثير العديد من الأسئلة.

 هل سيستطيع الوالي التازي التغلب على الضغوط التي قد يواجهها من لوبيات التجزئة السرية؟ وكيف يمكنه تطبيق سياسة فعالة تهدف إلى الحد من هذه الفوضى المعمارية التي تشوه واجهة مدينة طنجة السياحية؟

دعوة إلى المساءلة

ختامًا، ينبغي أن نطرح السؤال الأهم:

هل ستؤدي هذه التصريحات إلى تحرك حقيقي نحو الإصلاح، أم ستبقى مجرد كلمات تُقال في مجلس الجهة دون أن تُترجم إلى أفعال ملموسة؟ في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن الأمر يتطلب مزيدًا من الشجاعة والمثابرة لتحقيق التغيير المطلوب.

طنجةبريسhttps://tangerpress.com/news-52005.html




شاهد أيضا
تعليقات الزوار