هكذا يتعامل النظام العسكري الجزائري مع الشعب خلال المباراة بين الاتحاد الرياضي المنستيري التونسي ومولودية الجزائر ومقتل مواطن
تأتي هذه التظاهرات المقررة، بعد أعمال العنف الفظيعة التي ارتكبتها قوات الجيش والدرك والشرطة الجزائرية ضد المدنيين خلال المباراة بين الاتحاد الرياضي المنستيري التونسي ومولودية الجزائر،على ملعب علي عمار، والتي أدت بشكل مأساوي إلى وفاة شاب يبلغ من العمر 23 عاما يدعى وليد.وكشفت تقارير، أن هناك تجدد جدي للاهتمام بالحراك في الجزائر،حيث ينتفض السكان، الذين يطغى عليهم القمع المتزايد من قبل نظام العسكري، في ظل غياب الآفاق الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، وترويج صورة زائفة عن وجود الديمقراطية في الجزائر، هذه الأخيرة التي تعرضت للخطر بشكل نهائي بسبب الانتخابات الرئاسية المزورة.من جهتها تطرقت قناة “ميدي 1 تيفي”، في إحدى نشراتها، لموضوع العنف الذي شهدته مباراة مولودية الجزائر والاتحاد المنستيري التونسي، في إياب الدور التمهيدي الثاني من دوري أبطال إفريقيا، أول أمس السبت،والتي تسببت في وفاة مشجع للفريق الجزائري، بعد اندلاع أحداث شغب داخل المدرجات.وقالت الصحافية حنان تسوري، “عندما تتحول الهتافات في المدرجات، إلى نداءات استغاثة، وعندما تصل الأمور إلى مرحلة الاحتقان الشديد، والشارع يشعر بأنه مقيد ولا يسمح له بالتعبير عن رأيه بطرق حضارية، في هذه الحالة لاحاجة لاحتجاجات سياسية أو مظاهرات اجتماعية تجوب الشوارع”.وأضافت أن حفلة فنية أو ربما مباراة رياضية تكفي لإشعال شرارة الغضب، مشيرة إلى أنه هكذا كان الأمر في مباراة بالجزائر،جمعت مولودية الجزائر ونادي المنستيري التونسي.وأوضحت الصحافية، أن المناسبة كانت رياضية والحدث على أرض الملعب وكان من المفترض أن تكون مواجهة كروية بين فريقين متنافسين، لكن الأحداث اتخذت منحى آخر عندما تدخلت قوات الأمن الجزائرية.وأشارت، إلى أنه بدلا من أن تقوم قوات الأمن،بدورها في حماية الجمهور وضمان سير المباراة بسلاسة، اختارت اللجوء إلى الحل السريع،وهو العنف المفرط وكأن الجمهور هو العدو الحقيقي الذي يجب قمعه وليس مجرد مشجعين جاؤوا لمتابعة مباراة رياضية، فانتهى بهم الحال في مشاهدة عرض حي لفن القمع الجماعي في سيناريو تتقنه السلطات الأمنية الجزائرية بشكل احترافي.وتابعت،أن ما قامت به السلطات الجزائرية،ليست حالة استثنائية، بل التعامل العنيف مع الجمهور أصبح أمرا مألوفا في الجزائر في العديد من المناسبات،وكأن السلطات الأمنية هناك باتت ترى في أي تجمع فرصة محتملة للفوضى يجب قمعها حتى قبل أن تبدأ، اعتقادا منها أن مفهوم الأمن ليس حماية المواطنين، بل حماية النظام من غضب المواطنين.