خطير… كشف حقيقة أساليب الأخطبوط هشام جيراندو وتكوينه لشبكة إجرامية متخصصة في النصب وغسيل الأموال بكندا

نشر طلال الشرقاوي، الأستاذ الجامعي بجامعة محمد الخامس بالرباط والخبير الاقتصادي ببنك المغرب، تحقيقا جديدا مفصلا، على موقع “إكس”، حول المدعو هشام جيراندو، حيث أكد أن هذا الأخير يعمل تحت غطاء ”رجل أعمال”، لكنه قام بالإساءة إلى المؤسسات البنكية الكندية، وذلك عبر مضاعفة إنشاء شركات وهمية.وكشف ذات الأستاذ، أن النصاب هشام جيراندو تمكن من الحصول على قروض لم يقم بتسديدها أبدا، حيث يقوم بالإعلان عن إفلاس هذه الشركات لينشأ شركات أخرى جديدة، موضحا أن إحدى الشركات التي أنشأها هذا النصاب سنة 2016 وهي شركة “LIQIDA Inc”، قام بتصفيتها في ظرف وجيز، وقد كان الغرض الوحيد منها هو السماح لهذا النصاب بالاستدانة مع البنوك الكندية، ثم إعلان إفلاسها قبل أن يدرك الدائنون حقيقته.

وأضاف الشرقاوي، أن جيراندو تمكن من حصد نتائج مذهلة بين ماي 2013 وأكتوبر 2023، فقد حصل على حوالي ثلاثين قرضا من مؤسسات مصرفية مختلفة منها: “scotiabank” و “RBC” و مجموعة “DesjardinsCoop”، فهذه المؤسسات البنكية سقطت في الشراك الذي نصبه هشام جيراندو عن طريق بطاقات الائتمان الخاصة به.وتابع ذات الأستاذ، بالتأكيد أن هذا النصاب لم يتمكن لوحده بفعل هذه الأمور، فقد كانت بالتنسيق مع شبكة من الشخصيات الخطيرة والتي ساعدته في عملياته المالية الاحتيالية، حيث تحدث عن أحد أصدقاءه المسمى عبد القدوس فرجي، مشيرا إلى أن هذا الأخير متخصص في الاحتيال على الشباب من شمال إفريقيا من خلال شركته “Orbis Immigration”، التي تقدم نفسها على أنها “وكالة لخدمات الهجرة”.

هذا الشخص تواطأ مع هشام جيراندو من أجل تقديم خدمات وهمية للشباب المغاربة والجزائريين والتونسيين من أجل تحقيق الحلم الكندي من خلال الحصول على تأشيرة عمل، وفرصة وظيفية، ووعد بحياة جديدة في كندا. لكن كما هو واضح فالعديد من الشباب عبروا عن آرائهم بسلبية حول شركته “Orbis Immigration”.وتحدث الشرقاوي أيضا عن شخصية أخرى ينسق معاها هشام جيراندو، وهو عماد سباعي الإدريسي الذي يقدم نفسه كرئيس لشركة “GOPS7″، بينما يدعي النصاب جيراندو على أنه نائب رئيس هذه الشركة، حيث يقوم بتقديمها على أنها متخصصة في بيع وتأجير طائرات رجال الأعمال، وتقدم مجموعة من الخدمات في قطاع الطيران، بينما هي في واقع الحال مجرد متجر بسيط لبيع الأجهزة وكل ما يخص الأطعمة.

الفضيحة الكبرى، أن هذا النصاب المحتال لم يكتفي بهذه الأمور، فحسب ما رواه الأستاذ الشرقاوي، فإن جيراندو أحاط نفسه بشركاء معروفين بقربهم من المافيا الروسية واللبنانية والهايتية،حيث أن هؤلاء ليسوا مجرد شركاء تجاريين فحسب، بل خبراء في مخططات احتيالية، من خلال التلاعب بالبطاقات المصرفية إلى تزوير المستندات، بما في ذلك غسيل الأموال.ومن بين هؤلاء الذين ذكرهم الشرقاوي هم:

*Boris Guy Emile Trole:فرنسي من أصل روسي،رجل أعمال متحفظ،يقيم في مونتريال،لكنه في الواقع يدير العديد من الشركات الوهمية المستخدمة لغسيل الأموال،وهو القلب النابض لهشام جيراندو في مخططاته الاحتيالية المالية.*Didier Favard Duperval: الاسم المستعار “TB MAN”،مغني راب هايتي سابق،يرأس شركة “ICONLY INTERNATIONAL”،وهي شركة إنتاج فيديو تنتج صور “Jerando Suits”.ومع ذلك،تقوم هذه الشركة بإخفاء أنشطة غير قانونية،بما في ذلك شراء البطاقات المصرفية المسروقة على ”Dark Web”.*محمد الهادي شتاب: من أصل مغربي ومقرب جدا من بوريس،تمكن من تحقيق دخل بفضل الاحتيال البنكي.*Egor Bosoi:وهو أيضًا مقرب جدًا من بوريس،جنسيته روسية،إنسان غامض يعمل في صناعة النسيج،يقوم بتزويد شركة “JTD Services Inc”ببدلات مقلدة ورخيصة الثمن مستوردة من تركيا،ويبيعها بأسعار باهظة،بينما يساعده في إخفاء الأرباح عبر حسابات خارجية.ولاننسى العقل المدبر الحقيقي لإمبراطورية جيراندو المالية،ألا وهو ماكسو مهدي،هذه الشخصية المليئة بالغموض،تعمل في الظل، تاركا النصاب هشام جيراندو يظهر على الساحة،حسب تعبير الشرقاوي،فإن ماكسو مهدي يفضل القيام بأنشطته بشكل سري،لكن على ما يبدو فإن هشام جيراندو سيتسبب لا محالة في انهيار شبكتهم المتخصصة في غسيل الأموال.وفتح هذا التحقيق الذي نشره الشرقاوي،المجال للكشف عن المزيد من الحقائق التي تظهر بالطول والعرض حقيقة هذا النصاب المحتال،فهشام جيراندو نقل حرفته إلى زوجته نعيمة ديان،التي تعمل بشكل كتوم،حيث ترأس العديد من الشركات الوهمية لزوجها هشام،والتي تقع جميعها بنفس العنوان،وأبرزها شركة “Services Impôt Arwa”.هذه الشركة،حسب الأستاذ الشرقاوي،تدعي تقديم خدمات المحاسبة والإقرار الضريبي،وتعمل بشكل غير قانوني،لكون نعيمة ديان لا تملك أيًا من المؤهلات المطلوبة للقيام بمثل هذا النشاط في كندا (فهي ليست محاسب قانوني)،حيث أنها تقوم فقط بنصح عملائها بشأن “استراتيجيات تحسين الضرائب” بدفع أقل قدر ممكن من الضرائب، في حين أنها هي نفسها لا تعلن عن أنشطتها.

أما عن واحدة من شركات هشام جيراندو العديدة، هناك شركة واحدة تلفت الانتباه بشكل خاص، هي شركة “JTD Services Inc”، المتخصصة في استيراد وبيع الأزياء التي يتم استيرادها من تركيا بأسعار جد رخيصة (حوالي 13 دولارًا للقطعة الواحدة!)، ليقوم النصاب بإعادة بيعها بأسعار باهظة، تتراوح بين 200 و800 دولار! وهذا هامش غير لائق، لا يقل عن 15 ضعف سعر الشراء! بالرغم من أن جودة هذه البدلات متواضعة للغاية ومنخفضة الجودة، حيث يستغل جيراندو سذاجة بعض الفنانين الذين لا يعرفون مصدر هذه الأزياء من أجل الترويج لها.

والغريب من هذا كله أن جيراندو لم يكتفي بهذه الأمور، بل ولج إلى عالم البيتكوين والأصول الرقمية، حيث كشف الشرقاوي، أنها تعد الملعب المفضل لهذا النصاب، لكونها تسمح له بالقيام بتعاملاته المالية وتحويل أمواله دون تعقبها بتاتا.ويمتلك جيراندو، حساب “Ledger”، وهو عبارة عن محفظة للعملات المشفرة، حيث يخزن جزءًا من ثروته الافتراضية، ما يكشف بالملموس على أنه يقوم بأمور كثيرة تثير الشكوك والشبهات.

ويظهر مما سبق أن النصاب هشام جيراندو الذي يحاول تسويق نفسه على أنه البطل المغوار والشريف العفيف، هو مجرد نصاب محتال لا يملك أي ذرة حياء، فبعد أن راكم الأموال في غسيل الأموال مع شركاءه، الآن يعمل ليل نهار على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل زيادة الأرباح، تاركا زوجته وشركاءه يتكلفون بأموره الأخرى.

طنجةبريسhttps://tangerpress.com/news-51716.html




شاهد أيضا
تعليقات الزوار