#كأس_العالم_2030،لنحول أيام الجحيم إلى أفراح وطنية جماعية…..

أحمد يحيا/طنجة
المتأمل للمشهد السياسي،ولمشهد تدبير الشأن العام سواء الوطني،أو المحلي بالمغرب،ولمنظومته الانتخابية،ولشعارات
المرحلة لاسيما المتعلقة بتخليق الحياة السياسية،والعامة،وربط المسؤولية بالمحاسبة،وتجديد النخب والتداول على مناصب المسؤولية،وشعار الرجل المناسب في المكان المناسب،ودولة المؤسسات…إلى غير ذلك من شعارات المرحلة سيصاب بالدوار والغثيان،وهو يراقب تدبير شأن الجماعات الترابية المعول عليها حسب دستور المغرب،لتدبير أغلب قضايا حياته اليومية….الطين زاد بلة بعد انتخابات 8 شتنبر 2021،وما شهده التهييئ لها من حركة تنقل وترحال سياسي داخل شبكة الأحزاب السياسية بشكل لم يسلم منه اي حزب من الأحزاب المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة…هذه السياقات أصابت الأحزاب المغربية،بما فيها التقليدية التاريخية منها بالهشاشة،والهوان وفقدان القدرة على المبادرة و هيمنة الفساد والاستبداد على دواليب تدبير أغلبها….الالتباس يزداد قوة كلما نظرنا بالمجهر لعلاقة أغلب مكاتب الجماعات الترابية بسلطة الوصاية حيث سيلاحظ العارفون والمجربون أن رؤساء أغلب الجماعات الترابية،ولاسيما بالمدن الكبرى أصبح حضورهم،ووجودهم صوريا،وشكليا ليس إلا،وذلك منذ هيمنة البيحيدي على مشهد المؤسسات المنتخبة عامة،وما بعد البيجبدي الذي سن سنة التنازل عن الصلاحيات،والاختصاصات الموكولة للجماعات الترابية ولرؤسائها بموجب الدستور كما فعل بالنسبة لاختصاصات وصلاحيات الحكومة،وأعضائها ورئيسها…وبموجب القوانين التنظيمية المتفرعة عن هذا لدستور المتعلقة بتدبير شأن المؤسسات المنتخبة،المعروفة اختصارا وفق نفس الدستور بالجماعات الترابية…المغرب على بعد أقل من ستة سنوات لتنظيم كأس العالم لكرة القدم،وما أدراك ما كأس العالم،وكلما أفكر في هذا الموضوع أصاب بالفزع بسبب تجربة تنظيم كأس العالم للفرق التي شهدتها بعض المدن المغربية قبل سنة،ومن بينها مدينة طنجة حيث عاش سكان هذه المدن فيلما هتشكوكيا مرعبا طيلة إقامة أطوار هذه البطولة خصوصا بالنسبة للقاطنين بجوار الملاعب الرياضية،وبالأحياء القريبة لهذه الميادين المحتضنة للتظاهرة،أو أمام مقرات سكن الفرق المشاركة…لقد عشنا ساعات بل أياما في جحيم التنقل،وحركة السير والجولان طيلة هذه التظاهرة،وكلما نظمت مقابلة لكرة القدم على هذه الملاعب،وأصبح الموضوع أكبر من يستمر بنفس طريقة التدبير السالفة بالنسبة لكل أشكال المباريات سواء الوطنية أو الدولية….قانونا الجماعات الترابية،وفي إطار اختصاصات الشرطة الإدارية مسؤولة عن سكينة المواطنين،وحفظ الصحة ومسؤولة عن تدبير حركة المرور والسير والجولان في علاقتهم بهذه السكينة،وبحفظ النظام والحرص على عدم تضرر مصالح المواطنين المغاربة…وحتى لا تتكرر مشاهد ذلك الجحيم،فعلى السلطات العمومية التفكير بجدية أمام عجز هذه الجماعات الترابية،والنخب المحلية في إيجاد حل لهذه المعضلة،وذلك بمأسسة السير والجولان بجل المدن المغربية،وبعموم الشبكة الطرقية عن طريق وضع مخططات مدرية للسير والجولان في إطار مقاربة تشاركية مندمجة لكل مدينة مغربية من المدن المغربية التي ستشهد تنظيم مباريات كأس العالم، هدفها كسب رهان التنظيم مع توفير السكينة والنظام وحفظ الصحة وعدم تعطل مصالح المواطنين المغاربة ….سنكسب رهان تنظيم هذه التظاهرة،وتظاهرات أخرى وسنضمن المشاركة الجماعية للمغاربة في إنجاح هذا الحفل إذا غيرنا ثقافة المنع بثقافة التنظيم…وبما أن التنظيم سيكون مشتركا بين إسبانيا والبرتغال والمغرب،فحبذا لو استفدنا من تدبير جيرأننا لحركة السير والجولان بكبريات مدن الدولتين،ويكفي فقط التذكير هنا بأن الملاعب الكبرى بمدينة مدريد،وبرشلونة،وبإشبيلية وبغيرها من المدن توجد في قلب هذه المدن،وتحتضن كل امقابلات الرياضية دون أن تحس سكان هذه المدن بأي إزعاج أو تضرر لمصالحهم أو عطل لحركة السير و الجولان بمدنهم ……..