عندما كان علي المرابط عميلا “صهيونيا”… وعرض خدماته على بنيامين نتنياهو لتبييض وجهه قبل الانتخابات الإسرائيلية

غريب أمر البعض المتأسلمين ممن يزايدون في العلن على المغرب في القضية الفلسطينية،وهم أكثر من يخونون الشعب الفلسطيني في السر ويتاجرون بقضيته من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح من يدينون لهم بالولاء.وغريب أمر البعض ممن يدعون اليوم أنهم يستنكرون الجرائم البشعة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في حق المدنيين الفلسطينيين،بينما كانوا خداما -وبمبادرة منهم- لحكام إسرائيل وأدوا خدمات جليلة كانوا هؤلاء الحكام في أمس الحاجة إليها وقتها.والحديث هنا عن علي المرابط الذي يختبئ وراء غطاء الصحافة ووراء ذريعة البحث عن الخبر أينما كان، بينما في الواقع لا يبحث عن الخبر بقدر ما يبحث عن عرض خدماته المشبوهة كأي عميل أو مرتزق أو “شكام” كما يقال في الدارجة المغربية. ولا أدل على ذلك ما قام به المرابط سنة 1998 عندما حاور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يقول عنه اليوم أنه يرتكب جرائم حرب في حق الفلسطينيين.علي المرابط الذي ادعى ما مرة أن إقامة المغرب علاقات مع إسرائيل هو بمثابة شرعنة ومباركة لجرائم إسرائيل في حق المدنيين،نسي أو يتناسى أنه أكثر من ساهم في تبييض وجه نتنياهو قبل 25 سنة،بل وساعده في حشد أصوات الإسرائيليين ذوي الأصول المغربية لصالحه،عندما حاوره كصحفي بإسم جريدة “لوجورنال” سنة 1998.الأدهى من هذا كله أن إجراء الحوار مع نتنياهو،لم يكن بطلب من هذا الأخير أو بمبادرة من معاونيه،بل كانت مبادرة وفكرة المرابط نفسه، حسب ما أكده الصحفي علي عمار في حوار مع جريدة المساء المغربية في يوليوز 2009،والذي رافق بدوره آنذاك المرابط إلى تل أبيب.نعم ! علي المرابط هو من كان صاحب فكرة محاورة بنيامين نتنياهو الذي كان منبوذا من طرف الإعلام العربي.والأدهى مما هو أدهى (إن صح التعبير)،وهذا ما يثير الشكوك حول ما إذا كان علي المرابط عميلا “صهيونيا”، هو أن مبادرة هذا الأخير تزامنت مع موعد الانتخابات الإسرائيلية، حيث كان نتنياهو يبحث عن استمالة اليهود من أصول مغربية للتصويت عليه، كما كان يسعى بالخصوص إلى توجيه رسالة إلى العالم مفادها أنه بالرغم من سياسة القبضة الحديدية التي ينتهجها تجاه الفلسطينيين، فإن الصحافة العربية تتحدث إليه، وهو ما تأتى له على يد علي المرابط الذي كان أصلا المبادر إلى ذلك، إن لم يكن قد طلب منه سرا القيام بهذه المهمة.وهذا ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول طبيعة العلاقة بين دوائر صنع القرار في إسرائيل وعلي المرابط، خصوصا وأن هذا الأخير بدا في صورته الشهيرة مع نتنياهو الذي ينعت اليوم بـ “مجرم حرب”، أنه كان في غاية السعادة بلقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وراض جدا عما هو بصدد فعله.

طنجةبريس




شاهد أيضا
تعليقات الزوار