مُتلازمة المَغرب العَدو ..ضرورة جَزائرية لإستمرار جُمهورية الخَوف البُومدينية.

بقلم : البَرَّاق شادي عبد السلام/طنجةبريس
إستراتيجية متهالكة ينتهجها النظام العسكرتاري الجزائري تتمثل في إفتعال أزمات خارجية لتغطية الإخفاقات الكبيرة التي يحصدها طوال حربه الكافكاوية ضد إستقرار الشعوب في شمال إفريقيا وجنوب المتوسط في العديد من الملفات الإقليمية سواء في إدارتها لخلافاتها الجوهرية مع الكتلة الأوروبية،أومحاولة التلاعب بالمحاور الإقليمية،والفشل البنيوي ( جزائريا ) في تدبير الهدف السامي لجنرالات الجيش المتمثل أساسا في ” الإضرار ” بالوحدة الترابية للمملكة المغربية الشريفة عن طريق إحتضان،وتمويل وتسليح وتدريب ميليشيا إنفصالية مسلحة تستهدف الإستقرار الإقليمي بإعلان حرب زائفة ضد المغرب .
بشكل مفرط كوسيلة وحيدة للحفاظ على سلطته،وتعزيزها وتحقيق وحدة وطنية ” مؤقتة “وذلك بتحويل إنتباه وتركيز الشعب الجزائري عن القضايا الحقيقيةواليومية التي تواجه الدولة في تدبيرها للشأن السياسي،والإجتماعي والإقتصادي،والفشل في تحقيق الوعود والأحلام الكثيرة تحت عنوان: الجزائر الجديدة التي أطلقها النظام العسكرتاري في مقابل “وَأْدِ” الحراك الشعبي في”صفقة مسمومة”بين النظام النيوباتريمونيالي في قصر المرادية،وجزء من الطبقة السياسية الفاشلة،والفاسدة وتوابعها من الإعلام المأجور؛وذلك بإستغلال الأزمات المصطنعة لتحقيق أهداف سياسية وإثارة النزاعات،والتوترات الداخلية والخارجية؛لتحقيق هذه الأهداف:إستخدم هذا النظام العديد من الأساليب الشيطانية،واللاأخلاقية أهمها تضليل الجمهور وخلق الأكاذيب وتشويه الحقائق،ونشر الأراجيف،وقمع المعارضين،والمحاكمات الصورية لأزلام الفساد والتلاعب بالرأي العام،وبث الإدعاءات الوهمية،وتحريف الأحداث،وتزوير المعلومات،وإنشاء قصص وأخبار،وأحداث مصطنعة لتوجيه الرأي العام نحو نظرية المؤامرة والإستهداف الخارجي لتبرير الإخفاقات في الملفات الداخلية.إفتعال الأزمات الديبلوماسية،وتسخين جبهات الصراع والعمل على ترويضها والتحكم في نتائجها وتتبع تطوراتها،وتأثيراتها داخليا وخارجيا صناعة تعتمدها أغلب الحكومات الدكتاتورية في مختبراتها السرية،تقوم هذه السياسة على التخطيط لخلق أزمة بصورة حقيقية،أو بصورة مفتعلة،وتغذيتها،وتصعيدها وإستقطاب عوامل مؤيدة لها،ثم إستثمارها أو إستثمار الفرص التي يمكن أن تنتج عنها وإجبار الكيان ـ الآخر المختلف ـ المستهدف على الخضوع لتأثيراتها،وإستدراجه لردود أفعال تتناسب مع الأهداف المحددة بدقة متناهية،أولتحقيق بعض الأهداف التي كان يصعب تحققها في الظروف العادية.تتنوع الخطط وتختلف الأساليب تبعاً لطبيعة الهدف المراد تحقيقه والغايات المرجوة منه،فكلما كان الهدف كبيراً،كانت الأزمة أكبر منه،أو مساوية له،والعكس صحيح،المحلل السياسي المحايد لمسار التحركات،وردود الفعل التي تنتجها الديبلوماسية الجزائرية،يجد أن الجزائر تفتعل الأزمات لأجل إحداث تعديلات جيوسياسية إقليمية تكون لصالحها،وتريد إقرارها على أرض الواقع بغرض تحقيق الطموحات( البومدينية) لبناء القوة الإقليمية،وبسط الهيمنة الجزائرية على شمال وغرب إفريقيا.هدف إستراتيجي بعيد المدى لن يتحقق إلا عن طريق إضعاف جيرانها،والتوسع على حساب وحدتهم الترابية،وتهديد أمنهم القومي والتدخل في شؤونهم الداخلية.لجأت الجزائر إلى إفتعال أزمات إقليمية وتفجيرها على فترات متعاقبة حيث تمّ في الفترات الفاصلة بين كل أزمة،ومايليها من الأزمات عملية تغيير داخلي فُرضت على عمليًّا على أجهزة الحكم في النظام كتغيير وزير الخارجية،أو إقالة جنرالات،أو إلقاء القبض على سياسين وبصرف النظر عن مدى نجاح هذه الاستراتيجية،فالعقيدة البومدينية التي أنتهجتها الجزائر منذ إستقلالها،إرتكزت على دعم الإنقلابات،والحركات الإنفصالية في إفريقيا تحت شعار دعم حرية الشعوب في تقرير المصير عن طريق الكفاح المسلح لكن في حقيقة الأمر،كانت تتمثل في هدف وحيد هو المساعدة على خلق أنظمة عميلة شبيهة بالنظام العسكرتاري الجزائري تساعد في تنفيذ أجنداتها التوسعية عبر القارة الإفريقية.سنة1973 تم تأسيس ميليشيا البوليساريو الإرهابية في مختبرات المخابرات الجزائرية،بتمويل وتسليح وتدريب مشترك مع نظام القذافي البائد في ليبيا،بهدف تأسيس دويلة عميلة في الأقاليم الجنوبية للمغرب،تحقق للجزائر الحلم البومديني بالوصول إلى شواطئ المحيط الأطلسي،وتساهم في العمل على التطويق الجيوسياسي للمغرب،وعزله إفريقيا،لهدف تحجيم دوره إقليميا،وقاريا،تمهيدا لظهور”الدولة القارة والقوة الإقليمية “إستمر هذا الوضع بطرق مختلفة،تتراوح من المواجهة العسكرية المفتوحة في حرب الصحراءالمغربية المقدسة بين1976و1991 إلى المواجهة الديبلوماسيةالمفتوحة،والحرب الإستخباراتية القذرة،بتمويل خونة الداخل،والطابورالخامس،وتدريبهم،وتأطيرهم لتنفيذ الأجندات المعادية للمغرب،والتآمر على وحدته الترابية،ومعاكسة مصالحه العليا بإستخدام شبكة علاقاتها الديبلوماسية لخدمة مشاريعها التوسعية في الضفة الجنوبية للبحرالأبيض المتوسط.النظام الجزائري،يقدم نفسه كلاعب أساسي،في أمن و إستقرارجنوب المتوسط،وشمال،وغرب إفريقيا،بمحاولة لعب أدوار سياسية،وديبلوماسية،وعسكرية،وأمنية في تونس،وليبيا والنيجر،ومالي،وموريتانيا بتسخين الجبهات القتالية،والتدخل في الشؤون الداخلية،ولعب دور الوساطات الملغومة،وإستخدامها كأدوات،وكأوراق تفاوض إقليمية مع مختلف دول الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط .في زمن الجيل الرابع للحروب التي تركز أكثر على الإهتمام الشديد بالعمليات النفسيةوالإعلامية،والتي تستخدم لتحقيق أهداف عسكرية،أو سياسية بدلاً من القوة العسكرية التقليدية؛حيث يتم إستخدام الإنترنت،ووسائل التواصل الاجتماعي والوسائط المتعددة لنشر المعلومات والأخبار والإعلانات الكاذبة.إلتجأ النظام الجزائري إلى نشر الأكاذيب،والدعايات المغرضة في إنزلاق جديد،وخطأ إستراتيجي خطير يؤثر على مصداقيته الداخلية:وسمعته،ومدى قدرته على تدبير أدواره الخارجية التي يدعي قدرته على إدارتها كالملف الفلسطيني والملف الليبي.لا يخفى على أحد من المراقبين،والمتتبعين للمسارات المختلفة للعلاقات المغربية الجزائرية السلوك العدواني والتصادمي،الذي تفضله الدولة الجزائرية في إدارة وتدبير علاقتها مع المغرب بتغطية إعلامية،وسياسيةلمختلف وسائل الإعلام الجزائرية سواء المكتوبةأوالمرئية،أوالمسموعةأوالإلكترونية،والصفحات المشبوهة على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث من السهل علينا إكتشاف أسراب الذباب الإلكتروني الجزائري الذي يشتغل وفق ” سكريبت “واحد يبث من منصات مختلفة هدفها الوحيد،هو شيطنة المغرب،والسطو على تاريخه،والإعتداء على حقه في الوجود،والتعبير.بالعودة للسلوك العدواني للدولة الجزائريةفي عهد شنقريحة سواء في حرب التصريحات،أوالتهديدات،أوالإيحاءات،نجد هذا السلوك العدواني في”خطاب مسؤول “خلال الندوة الصحفية الدورية لرئيس الدولة مع وسائل الإعلام،حيث لاتمر مناسبة أمام الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون،إلا ويكيل الإتهامات للمملكة المغربية،بما يتوافق مع أهوائه،واعتقاداته وترسباته،نفس الشيئ يمكن تسجيله في السلوك التصادمي الإنفعالي لدرجة الذهان المرضي،الذي ينهجه قائد الجيش الجنرال السعيد شنقريحة،المصاب بمتلازمة المغرب-فوبيا،والذي لايجد غضاضة في كيل الإتهامات،وتوجيه التهديدات بعبارات سوقية،لا تتناسب مع موقعه كقائد لمؤسسة عسكرية تفرض عليه كضابط سامي في الجيش الإلتزام بأسمى سلوكيات الوقار،والتحفظ حفاظا على هيبةوإحترام الجيش،وهي التقاليد المتعارف عليها تاريخيا وكونيا في المؤسسات العسكرية المحترفة مهنيا والمحترمة لتاريخها ولمكانتها في المجتمع .بالإضافة إلى جنوح الأعلام الرسمي ممثلا في التلفزيون الجزائري والإذاعة الجزائرية،ووكالة الأنباء الجزائرية إلى ترويج المغالطات،والأكاذيب،والأخبار الزائفة،وإستدعاء قاموس عدائي وعدواني،يدل على أن هذا النظام يعيش في حالة سعار دائمة تنعكس على آدائه السياسي،والديبلوماسي بشكل يجعله يغرق في عزلته الإقليمية،مما يستدعي منه إنتاج المزيد من الأكاذيب الملفقة لتبرير خطوات تصعيدية،وأزمات مفتعلة غير محسوبة النتائج أومضمونة العواقب.اليوم هذا النظام إستدعى مجددا نظرية المؤامرة لتبرير فشله في تدبير العديد من التحديات الخارجيةوالداخلية المقبلة أمامه،من خلال خلق رواية قديمة / جديدة تتحدث عن إجتماع سري ثلاثي في تل أبيب تمخض عنه مخطط مؤامرة تستهدف زعزعة إستقرار الجزائر،وتونس بتواطئ بين الأجهزة المغربية،والمخابرات الفرنسية،والموساد في إجتماع سري كشفته مصادر جريدة L’Expresssion الجزائرية الناطقة بالفرنسية عبر مقال إنشائي،غامض كتب بصيغة هيتشكوكية ينهل من أدب الجاسوسية،وحكايات الجواسيس في أفلام العميل 007 جيمس بوند،هذا المقال الذي شكل مادة دسمة لباقي الكورال الإعلامي المأجور في الجزائر.لن نركز أكثر في موضوع المقال،لأن كل ماورد فيه،مجرد أكاذيب،وترهات،وأراجيف،وحكايات وأساطير،تعودنا على سماعها بطرق وسيناريوهات متعددة في مختلف العواصم،التي إحتضتنت،وتحتضن أنظمة ديكتاتورية سواء في موسكو ستالين،أو برلين هتلر،أو سانتياغو بينوتشي،وطهران الولي الفقيه،وبغداد البعث،ودمشق الأسد،والضاحيةالجنوبية لبيروت،والجزائر العاصمة.لكن لفهم الأسباب والمسببات التي تدفع النظام العسكرتاري إلى ترويج هكذامغالطات في هذا التوقيت،من الأفضل قراءة الوضع بشكل أوسع وأكثر شمولية،فالجزائر مقبلة على تحديات داخلية،هي غير قادرة على مواجهتها تتمثل في عنوان عريض هو:” غياب الرؤية الإستراتيجية “فالجزائر يقودها ثنائي من العجزة المفتقرين لرؤية تتناسب وتطلعات الشعب الجزائري،الذي يشكل فيه الشباب نسبة مهمة جدا،فعبد المجيد تبون في 78من العمر والسعيد شنقريحة في 85من عمره غير قادران عمليا،ومنطقيا على إبتداع حلول وخطوات،ومبادرات جريئة للنهوض بالإقتصاد الجزائري،ومعه المجتمع الذي يغرق يوميا في صعوبات أصبح النظام البيروقراطي غير قادر على تقديم إجابات صريحة لها.داخليا ككل سنة الجزائر مقبلة في صيف2023 على موجات عطش كبرى في المدن،والقرى،نتيجة غياب سياسة مائية ناجعة تكرر الإنقطاعات الطويلة للماءالصالح للشرب على مدن،وولايات بأكملها بالإضافة إلى عودة مرتقبة لندرة المواد الغذائية الإستهلاكية،نتيجة تداعيات الحرب الأوكرانيةالروسية،وعدم قدرة النظام الجزائري على تأمين مخزون إستراتيجي من المواد الأساسية لتحقيق الإكتفاء الذاتي لمتطلبات الشعب الجزائري الغذائية،والتصاعد الكبير لمؤشر التضخم المالي نتيجة الحلول الإقتصادية الترقيعية الفاقدة لعنصر الإستدامة الذي يميز السياسات الإقتصادية الناجعة بسبب تبديد ثروات الجزائر في سياسات عسكرية عدائية وصفقات تسليح معيبة،ومشبوهة بالإضافة إلى الكارثة الكبرى القادمة،والمتمثلة في الحرائق السنوية،التي تعرفها مختلف ولايات الجزائر،والتي تقف فيها الدولة العسكرتارية،وكامل أجهزتها عاجزة عن مواجهتها،نتيجة غياب إستراتيجية ناجعة لإدارة الكوارث،ومكافحة الحرائق،فشبح إسماعيل لازال يخيم على غابات الجزائر في وقت تقوم العديد من دول العالم بتطوير،وتجديد وتطعيم أساطيلها من طائرات مكافحة الحرائق،نجد النظام العسكرتاري مزهوا بإستعراض الأسلحة الهجومية المهددة للإستقرار العالمي والإقليمي في مناورات عسكرية إستفزازية بدون أفق جيوسياسي،إلا تغذية مشاعر الكراهية،والحقد إتجاه المغرب.كل هذه التحديات الداخلية،قد تشكل وقودا لإنفجار برميل بارود الإحتجاجات في الجزائر،وتكرر سيناريو الحراك الشعبي في شوارع المدن الجزائرية،مما يشكل إمتحانا عسيرا أمام نظام شنقريحة،والناطق الرسمي بإسمه الرئيس عبد المجيد تبون الذي يبشر منذ إنتخابه بالجزائر الجديدة،مما يستدعي بشكل عاجل إختراع مؤامرة خارجية تستهدف النظام،من أجل إسكات وقمع الأصوات المطالبة بالتغيير،وبسياسات إقتصادية موجهة نحو جهود التنمية المستدامة،بدل الخوض في مغامرات ديبلوماسية،ومحاولة إستعراض القوة،وإختراع إنتصارات سياسية،وتحويل زيارات برتوكولية عادية بين لرئيس الدولة إلى إنجازات ديبلوماسية عن طريق مطاردة المغرب ديبلوماسيا،والتضييق على النجاحات الدولية المغربية في كل المجالات.على المستوى الخارجي،فالمكتسبات المتعددة التي يحققها المغرب على جميع المستويات،بفضل الرؤية الملكية المتبصرة،ديبلوماسيا وعسكريا وسياسيا،وإقتصاديا وإجتماعيا،ورياضيا،أصبحت تشكل مركب نقص،وعقدة نفسية للنظام البومديني في الجزائر العاصمة حيث أن حملات التشويه،ومحاولة الإضرار بصورة المغرب،ومؤسساته،ومكانته الإقليمية،والدولية تستطيع العقول والأدمغة الإستراتيجية في المغرب تحويلها إلى إنتصارات حقيقية،وإنتكاسات كبرى للجانب الآخر،في الأسابيع القليلة المقبلة ستحتضن الصحراء المغربية،ومختلف القواعد العسكرية المغربية،إحدى أكبر المناورات العسكرية في العالم،والقارة الإفريقية-الأسد الإفريقي 23 -بين الجيش المغربي،والجيش الأمريكي،وبمشاركة العديد من القوى العسكرية العالمية الكبرى الحليفةوالصديقة،هذا التدريب العسكري الميداني يشكل فرصة حقيقية أمام المغرب لإستعراض قدراته العسكرية،وإمكانياته الهائلة كشريك عالمي في الحفاظ على السلم العالمي،والإقليمي،ومواجهة وردع الجماعات المتطرفة،والحركات الإرهابية الإنفصالية،وتحييد الاخطار البيولوجية والنوويةوالكيميائية،وتدعم قدرة الجيش المغربي على إدارة الحروب اللاتماثلية في أحسن الظروف،وبإستراتيجيات عسكرية حديثة بأسلحة سيادية،وإستراتيجية نوعية،وجد متقدمة.بالنسبة للمغرب،ففي شهر ماي2023،فقط تم عقد الدورة الـ14 للإجتماع رفيع المستوى بين المغرب والبرتغال،حيث تم توقيع إتفاقيات مهمة تهم المجالات الاقتصاديةوالطاقية والثقافية،وكذا التعاون في مجال التعليم العالي،والصناعة التقليدية،والتضامن الاجتماعي،والعدل،والتي تشكل لبنة لشراكة إستراتيحة طويلة الأمد سيعززها الإحتضان المشترك لنهائيات كأس العالم 2030 مع إسبانيا؛في هذا الإجتماع رفيع المستوى عبرت البرتغال مرة أخرى تأكيدها بعدالة الموقف المغربي في قضية الوحدة الترابية،والإعتراف بالمقترح المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل نهائي للنزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية.بالإضافة إلى الحكم القضائي البريطاني القطعي برفض الدعاوى القضائية ضد ” إتفاقيات الشراكات الإقتصادية المغربية- البريطانية ” مما يعزز الموقف التفاوضي للمغرب دوليا ويشكل إنتكاسة حقيقية لطروحات الجزائر،ومناورات صنيعتها البوليساريو ؛ثم الأتفاق الضخم للمجموعة الصينية الأوربية Gotion High Tech التي قررت إستثمار 6.5 مليار دولار بالمغرب،في أول مصنع عملاق لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية،وأنظمة تخزين الطاقة في إفريقيا،هذا المشروع سيخلق 25.000 منصب شغل،بالإضافة إلى العديد من المشاريع المهيكلة الكبرى التي يشرف جلالة الملك محمد السادس شخصيا على إنجازها،ومواكبتها كالورش الملكي المتعلق بالحماية الإجتماعية،حيث أشرف جلالته على تدشين المركز الإستشفائي الجامعي”محمد السادس”لطنجة بمعايير إستشفائية دولية،وبطاقة إستيعابية لأكثر من 797 سرير،وغلاف إستثماري ب 2.4 مليار درهم،وفي مجال التكوين المهني،والمهارات المهنية،فالمغرب بأوامر ملكية سامية،يستثمر 440 مليون درهم في بناء 12 مدينة للمهن،ومراكز التدريب على المهارات المهنية على الصعيد الوطني،حيث ستلبي هذه المراكز المعايير الدولية،وتوفرمرافق حديثة،تقدم المراكز برامج مخصصة لمختلف الصناعات،والمهارات التي تسير وفق استراتيجية الاختصاصات المطلوبةلسوق العمل.هذه الديناميكية التنموية المترابطة التي يعرفها المغرب وسط إستقرار مجتمعي تحت قيادة ملكيةمواطنةملتزمة بخدمة المصالح العليا للشعب المغربي،والدفاع على مقدساته الوطنية بمايخدم الأمن القومي للوطن،تشكل إنتكاسات حقيقية للنظام الجزائري الفاقد لكل شرعية.إقليميا في غضون السنة الماضية،الجزائر تعيش على وقع تراجع نفوذها في مالي،بعد إنقلاب اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب بقيادة الكولونيل أسيمي غويتاو،وتعليق التعاون المالي/الفرنسي الذي تأكد بسحب القوات الفرنسية من عملية(برخان)والتخندق في النيجر حماية لمناجم اليورانيوم،وتوجه القيادة في العاصمة باماكو،إلى طلب الخدمة الفنية الأمنية الروسية (شركة فاغنر)وماتلا ذلك،من تقوية العلاقات الدبلوماسيةمع موسكو،وتعزيز النفوذ الروسي في الصحراء الكبرى(النيجير- تشاد- ليبيا)كماأن تطور الموقف العسكري في السودان،يعطي مساحات كبرى لتحرك آمن للنفوذ الروسي في الساحل الإفريقي،والصحراءالكبرى.هذه التحولات الأمنية الاستراتيجية،ينظر إليها،كل من حلف الأطلسي،والولايات المتحدة الأمريكية،والإتحاد الأوربي،المغرب،ودول غرب إفريقيا،من منظور وجود شراكة جزائريةروسية،توفر فيها الجزائر الجغرافيا للتمدد الروسي في المنطقة،فقبل سنة صادقت دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا(الإيكواس)على إتفاقية مرور أنبوب الغاز النيجيري/المغربي إلى أوروبا عبر المغرب؛قرار ردت عليه الجزائر بمناورات عسكرية جزائرية على مشارف الحدود المغربية،قصد إستباق عملية الأسد الافريقي 22 .الدولة الجزائرية طوال تاريخها،أجادت لعب دور النظام الوظيفي،لخدمة المشاريع الإستعمارية،وعرقلة مسارالمغرب التنموي،مثلا الأزمة السياسية المفتعلة،والقطيعة الديبلوماسية الجزائريةمع إسبانيا بعد أكثرمن سنة،أصبحت واقعا سياسيا إقليميا،لم يكن له التأثير المتوقع في خريطة الإنتخابات الإسبانية،أوالتوجهات الجيوسياسية الإقليمية لمدريد،كما كان يأمل نظام شنقريحة تحقيقه،فالدور الوظيفي الذي تلعبه الجزائر في خدمة مصالح روسيا في غرب المتوسط،والصحراء الكبرى،أزداد وضوحا بعد إنتصار الكركرات العسكري،والإعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية،والنتائج العقلانية للمواجهات الديبلوماسية المغربية،مع نظيراتها الألمانية،والإسبانية،ومع الإتحاد الاوروبي،ونجاح ديبلوماسية القنصليات التي إنتهجها المغرب لفرض الأمرالواقع على الأرض،وتثبيت السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية في وضع معادلة إقليمية جديدة عنوانها السيادة المغربية خط أحمر.الجزائر اليوم تعيش في شبه عزلة دولية من طرف اللاعبين الكبار في السياسة الدولية،فالتدبير الإنفعالي لأزماتها الديبلوماسية،ورغبتها بالتمكين الروسي في منطقة الساحل جنوب الصحراء،والتنسيق بين الميليشيات الإيرانية،والبوليزاريو تحت المظلة الجزائرية،للإضرار بالوحدة الترابية للمغرب،ثم فشل مساعيها لفرض حل جزائري في ليبيا،وتدخلها الدائم في الشؤون الداخلية لتونس،في ظل إحتقان داخلي،وصراع بين أجنحة الحكم في الجزائر العاصمة يكشف ضيق الخيارات المطروحة على الجزائر،لذا في كل هزيمة ديبلوماسية يلجأ النظام العسكرتاري إلى إفتعال أزمة داخلية،أوإستدعاء مؤامرة خارجية للتأثير على الرأي العام،والتلاعب بتوجهاته عبر وسائل الإعلام المأجورة،ووسائط التواصل الاجتماعي،بنشر الاشاعات،والمغالطات،والتزييف،وتوجيه الإتهامات،والتضليل،والمزايدات السياسية،ومحاولة خلق حالة من الحقائق الخادعة ونشر مناخات من الخوف،والشكوك والهلع تحقيقا للمصالح الضيقة للنظام العسكرتاري،وتأكيد إستمرارية “جمهورية الخوف البومدينية”.