أزمة مجتمع وقراءة شريط فيديو لعملية السطو على سيارة نقل الأموال بطنجة
أزمة مجتمع وقراءة شريط فيديو لعملية السطو على سيارة نقل الأموال بطنجة
ابراهيم مغراوي:
تابعت شريط فيديو تم نشره، يخص جريمة الاستيلاء على مبلغ مالي مهم من سيارة لنقل الأموال باستعمال الرصاص، التي عرفتها مدينة البوغاز طنجة، و وقفت على الطريقة التي اعتمدها الجناة، للسطو على الأموال، و التي تميزت في معظمها بالهدوء و الاطمئنان، خلافا لما يميز أي لص من اضطراب نفسي، و سرعة و خوف، الشيء الذي لا يمكن ملاحظته بخصوص الاعتداء المشار اليه، فاللصوص كانوا يأخدون كيسا و يعودون لآخر، بكل هدوء. و المثير للاستغراب هو أن الشارع كان مكتظا بالمارة،
دون أن يحركوا ساكنا، مما يعتبر مؤشرا على درجة الانحطاط التي بلغتها منظومة القيم، التي أصبح يتشبع بها المغاربة، و ينم عن استشراء ثقافة “دخل سوق راسك”، و “سبق الميم ترتاح”، و هي نمط لا يدل سوى على المقام الذي بلغه انغماس الفساد في جسم المجتمع، و الخوف الذي أصبح عنوانا لكل مواطن، ليس سوى نتيجة حتمية لنوع الاو اليوم هاهي تحصد نتائجها كما قال ابن خلدون. سياسة التي اعتمدتها الدولة، خلال سنوات الرصاص، حتى أضحى الكل يتخوف من الكل، و بلغ الخنوع مداه. هي إذن نتائج التربية المكيافيلية التي اعتمدتها التنشئةلاجتماعية للدولة سابقا،
هل فقد المواطن المغربي كل قيم التضامن و حماية من كانت حياته في خطر؟ ألم يستطع أي من الحاضرين أن يحرك هاتفه ليتصل بالأمن؟ أو يمتطي دراجته و سيارته ليقف أمام أقرب دائرة أمنية للتبليغ عن الجريمة المقترفة بالشارع العام؟ و لنفترض أن البعض قام في ذلك؟ هل تقاعس المسؤولون عن الأمن في الاستجابة؟ هل اغلاق هاتف النجدة أو تركه يرن دون جواب هو السلوك المفروض في من أوكل لهم أمن هذا الوطن؟ تلكم أزمة مجتمع، و أزمة أخلاق لجماعة ثراتها مليئ عاداتها حبلى بقيم التعاون و التضامن، فكيف ذاب كل ذلك، لنتحول الى أجساد بدون روح أو قلب يدمع و يتألم و يشعر بما يعيشه الآخر. كل ذلك تترتب عنه حالة اجتماعية غير سوية، و لا تساعد في نباء مجتمع يضمن الحياة و السعادة و الرفاهية لأبنائه، كما لا يمكن أن يكون فضاء يضمن لاستمرار، إلا اذا استعاد قيمه الايجابية، و خروج الانسان امن قلعته الذي يظن أنه تحميه، إلا رحاب الغيرية التي تعتبر رمزا للمواطنة، بما هي قيمة سياسية تجعل كل واحد يكون مسؤولا عن سلوكه، و يتحمل مسوؤليته. لذا أصبح من الأهم طرح سؤال يبدو لي من الأهمية، في بناء المسؤولية و التحسيس بها، فهل ستتدخل النيابة العامة بطنجة لمحاسبة كل من كان حاضرا متفرجا دون تدخل أتمنى أن تتحرك المسطرة القانونية، لمحاسبة كل من ثبت في حقه اخلال بالقانون، انطلاقا من الموظفين بالوكالة البنكية، الى كل من علم أو كان حاضرا وقت الجريمة، التي تشكل تهديدا للمجتمع ككل، دون أن يقوم بالواجب !!!